الحب
والرومانسية والعلاقات هي أجزاء أساسية من حياتنا، لكن للأسف لا نحظى دائمًا بفرصة
لتعلم كيفية الحفاظ عليها بشكل صحيح. بينما قد يبدو أن التعامل مع الحب يتطلب فقط
التفاؤل والحماس، فإن الحقيقة هي أن الحفاظ على علاقة مرضية ومستقرة يتطلب أكثر من
ذلك بكثير. فالعلاقات دائما متغيرة وتخضع لتأثير العديد من العوامل، وبدون وجود
توجيهات واضحة أو خارطة طريق، يجد الأزواج أنفسهم يتعاملون مع تعقيدات علاقاتهم
بأنفسهم. في هذه الرحلة، لا يمكن المبالغة في أهمية وضع الحدود. فالحدود هي
الضمانات الأساسية التي تحمي حب الزوجين وتساعدهما على تنمية علاقتهما بشكل صحي
ومستقر.
فما هي
الحدود؟ وكيف يمكنها أن تُساهم في بناء علاقة زوجية ناجحة؟
ما هي
الحدود في العلاقات الزوجية؟
الحدود
هي ببساطة خطوط وهمية نرسمها حول أنفسنا لحماية احتياجاتنا ومشاعرنا. لذلك نلاحظ
في العلاقات الزوجية، أن الحدود تُمثّل مساحة شخصية لكلّ فرد، وتُحدّد ما هو مقبول
وما هو غير مقبول في العلاقة. وتشمل الحدود جوانب مختلفة من الحياة الزوجية، مثل:
التواصل، كيف
نتواصل مع بعضنا البعض؟ ما هي المواضيع التي نتحدث عنها؟ وما هي المواضيع التي
نفضل تجنّبها؟
المسؤوليات، كيف
نُوزّع المسؤوليات المنزلية والرعاية بالأطفال؟ ما هي المهام التي يتحمّلها كلّ
منّا؟
الوقت
الشخصي، كم
من الوقت نُخصصه لأنفسنا؟ ما هي الأنشطة التي نُمارسها بشكل منفرد؟
المساحة
الشخصية، كيف
نُحترم مساحة كلّ فرد؟ متى نحتاج إلى قضاء بعض الوقت بمفردنا؟
العلاقات
مع العائلة والأصدقاء، كيف نُوازن بين علاقتنا الزوجية وعلاقاتنا مع العائلة
والأصدقاء؟
لماذا
تُعتبر الحدود مهمّة في العلاقات الزوجية؟
تلعب
الحدود دورًا هامًا في حماية حبّنا وتعزيز علاقتنا الزوجية فهي تساعدنا في تحقيق
الآتي:
تمنع
التباعد، حيث
تُساعد الحدود على منع الشعور بالاختناق، وتُتيح لكلّ فرد الحفاظ على هويته
واستقلاليته. فمن خلال وجود مساحة شخصية، نُصبح أكثر تقديرًا لوجود شريكنا في
حياتنا.
تعزّز
المساواة، حيث
تُساعد الحدود على توزيع المسؤوليات بشكل عادل، مما يمنع شعور أحد الشريكين
بالاستياء أو الإرهاق. عندما يشعر كلّ فرد بأنّه يُساهم بشكل متساوٍ في العلاقة،
ينمو شعوره بالاحترام والتقدير تجاه شريكه.
تُحسّن
التواصل، حيث
تُسهل الحدود التواصل المفتوح والصادق، مما يسمح للأزواج بمناقشة احتياجاتهم
ومشاعرهم بوضوح. عندما يعرف كلّ فرد ما يريده وما لا يريده، يقلّ احتمال حدوث سوء
الفهم والتوتر.
تُحفز
الرعاية الذاتية، حيث
تُتيح الحدود مساحة للفرد للاهتمام بنفسه واحتياجاته، مما يُعزّز شعوره بالسعادة
والرضا. عندما نعتني بأنفسنا، نُصبح أكثر قدرة على العطاء في علاقتنا الزوجية.
وفيما
يلي ثلاثة حدود مهمة يجب على كل زوجين مراعاتها:
1.
حدود وقت الشاشة
تظهر
الدراسات العلمية أن الاستخدام المفرط للشاشات يمكن أن يكون عاملاً كبيراً في
التباعد بين الأزواج. لذا عند قضاء الزوجين وقت طويل على الهواتف الذكية يمكن أن
يؤدي إلى شعورهم بالانفصال. لحل ذلك، حددوا وقتًا لاستخدام الشاشات وخصصوا أوقاتًا
خالية من التكنولوجيا للتفاعل والمشاركة
.2.
حدود المسؤوليات المشتركة
التوزيع
غير العادل للمسؤوليات المنزلية يمكن أن يؤدي إلى شعور بالانفصال بين الزوجين. عدم
القيام بكل زوج بدوره الاجتماعي المتفق عليه قد يؤدي إلى ضغوط نفسية وشعور
بالإحباط والاستياء. تحدثوا مع بعضكم البعض بوضوح حول تقسيم المهام واعملوا على
توزيعها بشكل عادل بحيث يشعر كل طرف بالتقدير والدعم.
3.
حدود الرعاية الذاتية
تشير
الأبحاث إلى أن نقص الرعاية الذاتية يمكن أن يؤدي إلى استنزاف عاطفي وانفصال بين
الزوجين. عندما يهمل الأفراد احتياجاتهم للرعاية الذاتية وتحقيق الذات، يصبحون
مستنفدين عاطفيًا، مما يقلل من قدرتهم على التفاعل بشكل حقيقي مع شركائهم. لذلك
حاولوا تخصيص وقتًا لكل منكم للرعاية الذاتية وممارسة الهوايات الشخصية. وتحدثوا
عن احتياجاتكم الشخصية واعملوا معًا لتحقيق توازن بين الوقت الشخصي والوقت المشترك
بين الأزواج.
بوضع
هذه الحدود الأساسية، يمكن للأزواج حماية علاقاتهم وتعزيزها، مما يضمن أن تكون
العلاقة
صحية ومستقرة ومليئة بالحب والاحترام المتبادل طول العمر.
1 تعليقات
جزاكم الله كل خير
ردحذف