غالبًا ما يقوم الناس بتخريب علاقاتهم الرومانسية عن غير قصد. فعندما تكون غير متاح في الأوقات الهامة لدى شريكك وتهدد بالمغادرة أو تتعامل بعنف لحل ما يصادفك مع شريكك من مشكلات، كل ذلك يمكن أن يضر بالعلاقة الحميمة بينكما. وإذا أردنا أن نضع تعريفًا لتخريب العلاقات العاطفية عمومًا سنجد أنه عبارة عن أنماط من السلوكيات المدمرة التي تضعف التواصل الصحي وتبرر إنهاء العلاقة بين الشريكين. عند القيام بهذه السلوكيات بشكل مستمر مع مرور الوقت، ستؤدي هذه السلوكيات غالبًا إلى توتر العلاقة وإنهائها.
سنعرض
عليك بعض هذه السلوكيات فاحذرها إذا كنت تريد المحافظة على علاقتك.
1.
الحفاظ على مسافة مع شريكك
عندما
تتجنب الاقتراب من شخص ما خوفًا من التعرض للأذى، فإنك تجعل من المستحيل تطوير
علاقة حميمة مع شخص جديد. هذه هي اللحظات التي تجد فيها نفسك تقول: "لا
أستطيع أن أعاني من حسرة القلب مرة أخرى، لذلك لن أقترب كثيرًا." سيؤدي ذلك
إلى إبقاء شريكك الجديد بعيدًا عنك، وغير قادر على التواصل معك والارتباط بك.
على
سبيل المثال أحمد
كان قد تعرض لخيبة أمل كبيرة في علاقته السابقة، لذلك تجنب الاقتراب عاطفيًا من
مريم، شريكته الجديدة. بالرغم من محاولات مريم العديدة للتقرب منه، كان دائمًا
يحافظ على مسافة معينة خوفًا من التعرض للأذى مرة أخرى.
2.
التهديد المستمر بالرحيل
إن
التهديد المتكرر بترك العلاقة مثل الإعلان عن رغبتك في الطلاق أو أنك سئمت هذه
الحياة، أو الخروج من الغرفة في أوقات النزاع يمكن أن يؤدي إلى تخريب علاقاتك من
خلال خلق عدم الاستقرار وانعدام الأمن. بشكل عام، في أوقات النزاع الشديد، قد يكون
ترك مساحة لشريكك إذا كنت تشعر بعدم الأمان أو تحتاج إلى لحظة لاستعادة هدوءك أمر
صحي على المدى القصير. ومع ذلك، فإن القيام بذلك بشكل معتاد دون استراتيجيات حل
النزاعات الأخرى نادرًا ما يساعد العلاقات على البقاء على المدى الطويل.
على
سبيل المثال في
كل مرة كان يتجادل فيها خالد وزوجته ليلى، كان خالد يهدد بالرحيل أو الطلاق. هذا
التهديد المستمر جعل ليلى تشعر بعدم الأمان والخوف من المستقبل، مما أضعف العلاقة
بينهما.
3.
التواصل السلبي
عندما
يظهر شخص ما أنه منزعج من خلال لغة جسده أو كلماته غير اللفظية ولكنه يتجنب مناقشة
الأمر بشكل مباشر، فهذا ما يسمى بالتواصل السلبي.
على
سبيل المثال بعد
شجار مع زوجها، كانت فاطمة تجلس بصمت وتعبر عن غضبها بتجاهل عمر، وعندما كان
يسألها عن حالها كانت تجيب دائمًا بأنها "بخير" دون أن تناقش المشكلة
فعليًا.
4.
التقليل من شأن شريكك
إن
التقليل من شأن شريكك بشكل مباشر من خلال التسمية بأسماء مزعجة أو افتراض أنك أفضل
يُشعره بقلة القيمة ويُضعف الاحترام والتقدير.
على
سبيل المثال سمير
كان دائمًا يستهزئ بقدرات زوجته نادية في الطهي، ويخبرها بأنها ليست جيدة كما كانت
والدته. هذا السلوك جعل نادية تشعر بعدم التقدير والاحترام.
5.
الصمت
في بعض
الأحيان، تكون الطريقة الأكثر تسببا في تخريب العلاقة هي قطع الاتصال أو عدم
الاستجابة لمحاولات التواصل من الشريك. إن التزام الصمت والتوقف عن التواصل تماما
أو المماطلة أو رفض التعامل مع الشريك يجعل حل النزاع وفهم الآخر أمرًا صعبًا
للغاية.
على
سبيل المثال عندما
كان حسان وزوجته رنا يتجادلان، كان حسان يتوقف عن الكلام ويغلق على نفسه في غرفة
منفصلة، رافضًا التحدث أو محاولة حل المشكلة. هذا الصمت الدائم جعل رنا تشعر
بالعزلة والتجاهل.
لماذا
نقوم بهذه السلوكيات؟
إليك
بعض الأسباب التي يعاني منها بعض الأزواج:
الخوف
من الأذى، قد
نتجنّب الاقتراب من الآخرين خوفًا من التعرض للرفض أو الخيانة.
عدم
الأمان: عندما
نشعر بعدم كفاءتنا أو عدم جدارتنا بالحب، فإن ذلك يُؤدّي إلى سلوكيات دفاعية.
التوقعات
غير الواقعية، قد
نتوقع من شريكنا أن يُلبي جميع احتياجاتنا ورغباتنا، وعندما لا يحدث ذلك، نشعر
بخيبة الأمل ونُصبح دفاعيين.
قلة
مهارات التواصل، أحيانا
لا نتعلم كيفية التعبير عن مشاعرنا واحتياجاتنا بطريقة صحية وفعّالة.
كيف
تتجنب تخريب علاقتك؟
إذا
لاحظت أنك تقوم بأي سلوكيات تخريب لعلاقتك، توقف مؤقتًا. لاحظ أفكارك ومشاعرك وكيف
تريد التصرف قبل أن تفعل أي شيء. حاول ألا تتصرف بشكل متهور واكتشف سبب تخريب
علاقتك بهذه الطريقة. هل أنت خائف؟ هل تشعر بعدم الأمان بشأن الاقتراب من الناس؟
هل تكافح من أجل الثقة أو تحمل توقعات غير واقعية لشريكك الجديد؟
عندما
تتعرف على دوافعك، اعمل بنشاط على التوقف عن تخريب علاقتك. كما يمكنك طلب مساعدة
من متخصص ليعينك على إيقاف سلوكيات تخريب العلاقات.
0 تعليقات