اضطراب الهلع


 اضطراب الهلع هو حالة نفسية تتميز بنوبات مفاجئة ومتكررة من الخوف الشديد أو القلق التي تصل إلى ذروتها خلال دقائق معدودة. خلال هذه النوبات، قد يعاني الشخص من أعراض جسدية مثل ألم في الصدر، خفقان القلب، صعوبة في التنفس، دوار، أو اضطراب في البطن. في بعض الأحيان، يكون هناك شعور بالخوف من فقدان السيطرة أو الموت الوشيك.

 قد تبدو الأعراض مشابهة لتلك التي تحدث في حالات طبية خطيرة مثل النوبات القلبية، مما يدفع بعض الأشخاص للذهاب إلى غرفة الطوارئ للاطمئنان. ومع ذلك، بعد إجراء الفحوصات الطبية واستبعاد الحالات الخطيرة، يمكن تشخيص اضطراب الهلع إذا تكررت النوبات دون سبب طبي واضح.

مدى انتشار اضطراب الهلع

يؤثر اضطراب الهلع على حوالي 2-3% من المراهقين والبالغين في الولايات المتحدة، ويحدث عند النساء بمعدل ضعف ما يحدث عند الرجال. وعادة ما يبدأ ظهور هذا الاضطراب في مرحلة الشباب. ومن المهم ملاحظة أن بعض الأشخاص قد يمرون بنوبة هلع واحدة أو اثنتين دون أن يتطور الأمر إلى اضطراب الهلع. ولكن إذا تكررت النوبات أو شعر الشخص بخوف دائم من حدوث نوبة أخرى، فقد يتطور الأمر إلى اضطراب كامل.

أعراض اضطراب الهلع

تشمل نوبات الهلع مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية التي تظهر بشكل مفاجئ. لكي يُشخّص الشخص باضطراب الهلع، يجب أن يعاني من أربعة على الأقل من الأعراض التالية:

  • تسارع أو خفقان القلب
  • التعرق المفرط
  • الارتعاش أو الاهتزاز
  • صعوبة في التنفس أو شعور بالاختناق
  • ألم أو انزعاج في الصدر
  • الغثيان أو اضطراب البطن
  • الدوار أو الشعور بالإغماء
  • شعور بالانفصال عن الواقع أو الذات
  • الخوف من فقدان السيطرة أو الموت
  • خدر أو إحساس بالوخز
  • قشعريرة أو هبات ساخنة

تحدث نوبة الهلع عادة بشكل غير متوقع، وبعدها قد يعاني الشخص من خوف مستمر من تكرار النوبة أو من تأثيراتها المحتملة. إذا استمر هذا القلق لمدة تزيد عن شهر، يُرجح تشخيص اضطراب الهلع.

الفرق بين نوبة الهلع واضطراب الهلع

نوبة الهلع هي حدث قصير وشديد قد يحدث مرة أو مرتين في حياة الشخص، وتستمر في العادة لمدة 20-30 دقيقة. الشخص قد يشعر بخوف شديد من فقدان السيطرة أو الموت خلال هذه النوبة. لكن إذا تكررت هذه النوبات وكان هناك قلق دائم من حدوث نوبات أخرى، فهذا قد يعني تطور الأمر إلى اضطراب الهلع. الاضطراب يتميز بالخوف المستمر من النوبات، وتجنب المواقف التي قد تؤدي إلى نوبة هلع.

أسباب اضطراب الهلع

لا توجد أسباب محددة وواضحة لاضطراب الهلع، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة به. قد يكون الأشخاص الذين يعانون من القلق أو العصبية بشكل عام أكثر عرضة للإصابة. أيضًا، التعرض لصدمات في مرحلة الطفولة مثل الاعتداء الجسدي أو الجنسي يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بالاضطراب. كما أن العوامل الوراثية قد تلعب دورًا في تطور هذا الاضطراب.

تشير الأبحاث إلى أن اضطرابات القلق، بما في ذلك اضطراب الهلع، قد تكون مرتبطة بنشاط غير طبيعي في اللوزة الدماغية، وهي جزء من الدماغ مرتبط بالاستجابة للخوف. اللوزة هي مركز الخوف في الدماغ، وتتحكم في استجابتنا للخطر، مما يساعد على تفسير سبب تفاعل بعض الأشخاص بشكل مفرط مع بعض المواقف.

العلاج النفسي

العلاج الأكثر فعالية لاضطراب الهلع هو العلاج المعرفي السلوكي (CBT). هذا العلاج يساعد الأشخاص على فهم العلاقة بين أفكارهم ومشاعرهم وسلوكياتهم. ويهدف إلى تعديل الأفكار المشوهة التي تزيد من القلق والذعر، ويساعد المرضى على استبدالها بأفكار أكثر واقعية.

كما يستخدم العلاج التعرض التدريجي للمواقف التي تسبب القلق، ما يساعد الشخص على التغلب على مخاوفه بمرور الوقت.

و يمكن أن يساعد العلاج المعرفي السلوكي في عدة جوانب، منها:

  • التعرف على الأفكار المشوهة والمسببة للقلق.
  • تعلم استراتيجيات للتحكم في الخوف والقلق.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء للتخفيف من الأعراض.
  • التعرض التدريجي للمواقف التي تسبب القلق لتقليل رد الفعل تجاهها.

في النهاية

اضطراب الهلع هو حالة تؤثر على حياة الأشخاص بشكل كبير، ولكن يمكن علاجها بشكل فعال من خلال العلاج المعرفي السلوكي والتعرض التدريجي للمواقف المسببة للقلق. من المهم للأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع المتكررة أن يلجؤوا إلى المساعدة الطبية والنفسية للحصول على الدعم والعلاج المناسب.

إرسال تعليق

0 تعليقات