الانزلاق في العلاقة.. هل تعرف ماذا يعني؟

في العلاقات الزوجية أو العاطفية، قد يمر الأزواج بتحولات كبيرة دون إدراك لأهمية اتخاذ قرارات واعية ومدروسة. بدلاً من التخطيط المشترك، "ينزلق" الأزواج عبر مراحل رئيسية في حياتهم دون قصد، مما يؤدي إلى مشاكل على المدى الطويل. في دراسة نُشرت عام 2006 من قبل مجموعة من الباحثين، أطلقوا على هذا المفهوم "الانزلاق مقابل اتخاذ القرار"، والذي يوضح كيف يدخل الأزواج في ترتيبات أو التزامات مهمة دون مناقشة كافية لآثارها.

ماذا يعني "الانزلاق" في العلاقة؟

الانزلاق يحدث عندما يتجاوز الشريكان مرحلة كبيرة في علاقتهما دون التحدث عن تبعاتها أو اتخاذ قرار متعمد. مثال على ذلك ما يحدث أثناء مرحلة الخطوبة. في بعض الأحيان، يتفق العروسان على إتمام الخطوبة ويبدآن في شراء الأثاث أو تجهيز المنزل، ثم يجدان أنفسهما يواجهان ضغط المجتمع والأسرة لإتمام الزواج سريعًا، دون أن يكونا قد ناقشا بشكل كافٍ تفاصيل حياتهما المستقبلية أو التحديات المحتملة.

مخاطر الانزلاق في العلاقة

الخطورة في هذه الحالات هي أن الزوجين قد يجدان نفسيهما مرتبطين بشكل أكبر مما كانا يخططان له، مما يزيد من صعوبة إنهاء العلاقة إذا كانت غير مرضية. على سبيل المثال، يمكن أن تسمع صديقًا يقول: "كنا نفكر في فسخ الخطوبة، لكننا بالفعل بدأنا في تجهيز الشقة! من سيسترجع الأثاث؟ ومن سيتحمل تكلفة التراجع الآن؟" في مثل هذه الحالات، يكون قرار الاستمرار في العلاقة نابعًا من الضغوط العملية أو الاجتماعية وليس من الالتزام العاطفي.

هذا الانزلاق قد يؤدي إلى ضعف الحافز لدى الزوجين للعمل على حل المشاكل، حيث أن الجمود الناتج عن التشابك المادي أو الاجتماعي يدفعهما للبقاء في العلاقة، مما يزيد من احتمالات التوتر والخلافات.

جمود العلاقة: ليس فقط في التحولات الكبرى

الجمود في العلاقة لا يحدث فقط عند اتخاذ قرارات كبيرة، ولكنه يمتد ليشمل التحولات الأصغر التي يمكن أن تؤثر سلبًا على العلاقة. على سبيل المثال، قد يقرر الزوجان إنجاب طفل، ولكن بعد ولادة الطفل، يمكن أن ينزلق أحد الشريكين إلى أدوار نمطية تقليدية دون تخطيط. قد تتولى الأم، بحكم ترتيبات الإجازة الوالدية، مسؤولية الاستيقاظ ليلاً لرعاية الطفل. ومع مرور الوقت، حتى بعد عودتها إلى العمل، قد تستمر الأم في هذا الدور الافتراضي بينما يظل الأب في دوره المخصص. إذا لم يتم التحدث عن هذه التوقعات وتعديلها بمرور الوقت، فقد يؤدي ذلك إلى شعور الأم بالإرهاق والضيق، مما يؤثر على العلاقة الزوجية.

كيف تتجنب مخاطر الانزلاق في العلاقة؟

لحماية علاقتك من الانزلاق أو الجمود العلائقي، يمكن اتباع بعض الخطوات الأساسية:

1.   إجراء محادثات مستمرة ومنتظمة: من المهم التحدث مع شريكك بوضوح وصراحة حول توقعاتك من العلاقة منذ البداية، واستمرار هذه المحادثات طوال مراحل العلاقة. القيم والأهداف قد تتغير مع مرور الوقت، لذا يجب أن يكون الحوار المستمر جزءًا طبيعيًا من العلاقة. الأزواج الذين يشاركون في محادثات مستمرة حول مستقبلهم يظهرون مستويات أعلى من الالتزام العاطفي والتفاهم، ويكونون أقل عرضة للخيانة الزوجية.

2.   تخصيص أوقات لتقييم العلاقة: عند حدوث تحولات كبيرة في حياتكما، مثل إنجاب طفل أو تغيير وظيفي، من الجيد تخصيص وقت دوري لمراجعة علاقتكما والتأكد من أن كلا الطرفين راضٍ عن توزيع المهام والأدوار. على سبيل المثال، بعد ولادة الطفل، يمكنكما تخصيص وقت أسبوعي لمناقشة توزيع مسؤوليات رعاية الطفل والمهام المنزلية، وإجراء التعديلات حسب الحاجة. هذه المحادثات يمكن أن تكون فرصة لتقييم صحتكما العاطفية كزوجين.

3.   الوعي بتأثير القصور الذاتي في العلاقة: إذا لاحظت أنك أو شريكك تنزلقان إلى أنماط معينة دون نقاش، خذ الوقت الكافي للتوقف والتفكير فيما إذا كان هذا هو الخيار الأنسب لكما كزوجين. في العلاقات بين الجنسين، قد يكون للانزلاق تأثير أكبر على المرأة، خاصة عندما يتعلق الأمر بتقسيم الأدوار المنزلية ورعاية الأطفال.

4.   طلب المساعدة من مختص: إذا كنت تجد صعوبة في مناقشة هذه الأمور مع شريكك، يمكن أن يكون من المفيد اللجوء إلى مختص في العلاقات الزوجية لمساعدتكما على التواصل بشكل أفضل. المعالج يمكنه توفير بيئة آمنة لمناقشة المشكلات وتعلم كيفية اتخاذ قرارات مدروسة.

الخلاصة

العلاقات الزوجية تحتاج إلى العمل المستمر من كلا الطرفين لضمان استمراريتها بشكل صحي. الانزلاق في تحولات العلاقة دون تفكير مدروس قد يؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد ويضعف الالتزام الحقيقي بين الشريكين. من خلال إجراء محادثات مفتوحة ومنتظمة، ومراجعة العلاقة بشكل دوري، والوعي بأثر الجمود، يمكن للأزواج تجنب العديد من المخاطر في العلاقة. وإذا تطلب الأمر، لا تتردد في طلب مساعدة مختص لتحسين جودة التواصل واتخاذ القرارات في علاقتك.

إرسال تعليق

0 تعليقات