كراهية الذات هي حالة عاطفية صعبة يشعر فيها الشخص بأنه غير جيد بما يكفي، مما يؤثر سلبًا على احترامه لذاته وقدرته على رؤية الجوانب الإيجابية في حياته. هذه المشاعر قد تكون مرتبطة بأنماط تفكير سلبية مثل التفكير المفرط أو التركيز على الجوانب السيئة فقط. إذا كنت تشعر أنك أو أحد المقربين منك يمر بهذه الحالة، فإن معرفة العلامات والأساليب للتعامل معها يمكن أن يكون خطوة أولى للتعافي.
علامات
كراهية الذات
لفهم كراهية الذات بشكل
أفضل، يمكننا التعرف على بعض العلامات الشائعة:
1. التفكير المطلق (الكل
شيء أو لا شيء):
هنا ينظر الشخص إلى حياته ككل إما أنها جيدة
تمامًا أو سيئة تمامًا. على سبيل المثال، إذا فشل في مهمة صغيرة، قد يعتقد أن
حياته بأكملها فاشلة.
2. التحيز السلبي:
التركيز دائمًا على الجوانب السلبية للأحداث
دون مراعاة الإيجابيات. قد يحصل شخص على إشادة في العمل لكنه يركز فقط على انتقاد
صغير.
3. رفض المجاملات:
عندما يقول أحدهم شيئًا إيجابيًا، قد يرد
الشخص بعبارات مثل "أنت تجاملني فقط" بدلاً من قبولها بصدق.
4. انتقاد الذات بشكل مفرط:
إذا ارتكب الشخص خطأً بسيطًا، فقد يصف نفسه
بأنه "فاشل" أو "غير قادر على النجاح"، مما يعزز مشاعر كراهية
الذات.
كيفية
التوقف عن كراهية الذات
للتغلب على هذه المشاعر،
يمكن تجربة الاستراتيجيات التالية:
1. كتابة اليوميات
يمكن أن تكون كتابة
اليوميات وسيلة رائعة لفهم أفكارك بشكل أعمق. تخيل أنك تواجه يومًا مليئًا
بالتحديات، وقمت بتدوين أفكارك حوله. قد تلاحظ بعد فترة أن هناك نمطًا معينًا
لأفكارك السلبية، مثل الشعور بعدم التقدير أو الخوف من الفشل.
على سبيل المثال، إذا كنت تشعر بالإحباط بعد
اجتماع عمل، اكتب ما حدث بالضبط وكيف شعرت. لاحقًا، عند إعادة قراءة هذه الكتابات،
قد تلاحظ أنك بالغت في تقييم الأمور السلبية وتجاهلت النجاحات الصغيرة. يساعدك هذا
في رؤية الواقع بشكل أكثر وضوحًا.
2. مواجهة المنتقد الداخلي
في كثير من الأحيان،
يكون أكبر ناقد لنا هو صوتنا الداخلي. على سبيل المثال، إذا أخطأت في تقديم عرض
تقديمي، قد يقول لك صوتك الداخلي: "أنت غير كفء". في هذه الحالة، حاول
التحدث إلى هذا الصوت كأنه شخص آخر، واسأله: "هل هذا حقيقي؟" "هل خطأ
واحد يجعلني غير كفء؟"
لتسهيل العملية، تخيل صديقًا عزيزًا يشجعك في
هذا الموقف. إذا كنت في مكانه، ما الكلمات التي كنت ستستخدمها لرفع معنوياته؟ بهذه
الطريقة، يمكنك تحويل الحديث الداخلي السلبي إلى حوار أكثر إيجابية.
3. التعاطف مع الذات وتقبلها
هل أخطأت في موعد؟ أو
ربما نسيت الرد على رسالة؟ بدلاً من تضخيم الأمور، اسأل نفسك: "هل هذا يستحق
كل هذا اللوم؟"
على سبيل المثال، إذا كنت تواجه ضغوطًا بسبب
تأخر في مشروع، حاول أن تقول لنفسك: "أنا بشر، وأحيانًا تحدث الأخطاء. يمكنني
التعلم من هذا وتحسين الأمور لاحقًا." عندما تبدأ في التعامل مع نفسك بلطف
وتقدير ذاتك دون شروط، ستجد أن الحديث الإيجابي يصبح أسهل تدريجيًا.
تُظهر الأبحاث أن التعاطف مع الذات يمكن أن
يعزز احترام الذات ويقلل من كراهية الذات. لذا، حاول أن تجعل الحديث اللطيف مع
نفسك عادة يومية.
4. اختيار الأشخاص المناسبين في حياتك
الأشخاص الذين تقضي معهم
وقتك يمكن أن يؤثروا على حالتك العاطفية. على سبيل المثال، إذا كنت تقضي وقتًا مع
أشخاص ينتقدونك باستمرار أو يركزون على عيوبك، قد تشعر بالمزيد من كراهية الذات.
تخيل صديقين: الأول يشجعك على تجربة أشياء
جديدة ويذكّرك بنجاحاتك، والثاني دائمًا ما يشير إلى أخطائك. من الواضح أن قضاء
وقت أكثر مع الصديق الأول سيعزز من احترامك لذاتك. إذا كنت تجد صعوبة في قطع
علاقات سلبية، فابدأ بتقليل التواصل التدريجي مع الأشخاص السلبيين وزيادة الوقت
الذي تقضيه مع من يدعمونك.
أمثلة عملية
لتطبيق هذه الاستراتيجيات
كتابة اليوميات: اكتب 3
أشياء تشعر بالامتنان لها يوميًا، مثل "حصلت على فرصة لبدء مشروع جديد"
أو "قضيت وقتًا ممتعًا مع عائلتي."
مواجهة الناقد الداخلي: إذا شعرت
أنك أخطأت، اسأل نفسك: "ماذا سأقول لصديق عزيز لو كان في نفس موقفي؟"
تعاطف مع نفسك: إذا تأخرت
على موعد، حاول أن تقول لنفسك: "لقد كنت مشغولًا، وهذا أمر طبيعي. سأعمل على
تحسين إدارتي للوقت لاحقًا."
إعادة تقييم العلاقات: ضع قائمة
بأصدقائك وفكر في تأثير كل منهم عليك. إذا كان أحدهم يسبب لك توترًا، قلل من
تفاعلك معه تدريجيًا.
تذكر أن كراهية الذات ليست شيئًا ثابتًا، ويمكن التغلب عليها
بخطوات عملية وبسيطة. عندما تبدأ بفهم أفكارك السلبية ومعالجتها، ومواجهة المنتقد
الداخلي، والتعامل مع نفسك بلطف، وتحيط نفسك بأشخاص إيجابيين، ستلاحظ تحسنًا في
طريقة رؤيتك لنفسك والعالم من حولك. الأمر يحتاج إلى وقت وممارسة، لكن النتيجة
تستحق الجهد. تذكر أن حب الذات هو رحلة، وخطوات صغيرة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا.
0 تعليقات