يتعرض الجميع للتوتر من
وقت لآخر، ولكن البعض يعاني منه بشكل متكرر وكأنه جزء من حياتهم اليومية. قد تأتي
هذه الضغوط من العمل، والعلاقات، والتنقل، والأمور المالية، أو حتى من التفكير في
المستقبل. لفهم كيفية التعامل مع التوتر بشكل فعال، نحتاج أولاً إلى إدراك الفرق
بين "المسبب" و"الاستجابة". المسبب هو الشيء الذي يؤدي إلى
الضغوط، بينما التوتر هو استجابتنا النفسية والجسدية لهذا الضغط.
في هذا المقال، سنتناول
سبع استراتيجيات يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر اليومي وتحسين قدرتنا على مواجهة
التحديات.
1- حدد التفاصيل بدقة
الضغط النفسي غالبًا ما
ينجم عن التفكير بعبارات عامة وغامضة. على سبيل المثال، بدلًا من القول "لدي
الكثير من العمل"، يمكن أن تكون أكثر دقة وتقول "يجب أن أكتب خمس
صفحات". عندما نكون أكثر تحديدًا، يصبح لدينا رؤية واضحة لمهامنا، ويصبح تنفيذها
أكثر سهولة. أما التفكير العام والمبهم يزيد من الشعور بالضغط ويجعله يبدو أكبر
مما هو عليه.
2- قسّم المهام إلى أجزاء صغيرة
عندما تواجه مهام كبيرة،
قد تشعر بالإرهاق إذا فكرت في حجم العمل بشكل كلي. من الأفضل تقسيم المهمة إلى
أجزاء صغيرة يمكن التعامل معها. على سبيل المثال، بدلاً من التفكير في كتابة تقرير
كامل، يمكنك تحديد وقت محدد للكتابة يوميًا. بهذه الطريقة، ستتمكن من إنجاز العمل
خطوة بخطوة، مما يقلل من التوتر ويجعل العمل يبدو أكثر قابلية للتنفيذ.
3- ركز على مهمة واحدة في كل مرة
غالبًا ما يشعر الناس
بالتوتر عندما يحاولون القيام بعدة مهام في نفس الوقت، مما يجعلهم يشعرون بالإرهاق
والتشتت. إذا ركزت على مهمة واحدة في كل مرة، يمكنك إتمام العمل بكفاءة أكبر
وتقليل الضغوط النفسية. يساعدك هذا التركيز على تقديم أداء أفضل، كما يمنحك شعورًا
بالإنجاز عند إكمال كل مهمة.
4- تقبل الرضا بدلاً من الكمال
السعي وراء الكمال يمكن
أن يكون مصدرًا كبيرًا للتوتر. الأشخاص الذين يسعون إلى تحقيق الكمال في كل شيء
يضعون على أنفسهم ضغوطًا هائلة، مما يجعلهم يشعرون بالتوتر والقلق إذا لم يصلوا
إلى توقعاتهم العالية. من الأفضل أن تسعى لتحقيق مستوى من "الرضا" بدلاً
من الكمال المطلق. هذا لا يعني التخلي عن الجودة، بل يعني أن تكون واقعيًا في
توقعاتك.
5- تبنّى عقلية النمو
الاعتقاد بأن القدرات
ثابتة ولا يمكن تطويرها يزيد من التوتر. بدلاً من ذلك، إذا آمنت بأن المهارات
والقدرات يمكن أن تنمو وتتطور مع الوقت، فسوف تصبح أكثر مرونة في مواجهة التحديات.
الفشل ليس نهاية الطريق، بل فرصة للتعلم وتحسين أدائك في المستقبل. هذه العقلية تعزز
المرونة وتقلل من الشعور بالإحباط.
6- أعد تفسير الأداء
عندما لا تحقق النتائج
المرجوة في مهمة ما، كيف تفسر ذلك؟ هل تلوم نفسك على عدم القدرة؟ أم ترى أن المهمة
كانت صعبة؟ الطريقة التي تفسر بها الفشل تؤثر بشكل كبير على مشاعرك وقدرتك على
التحمل. بدلاً من إلقاء اللوم على نفسك، حاول أن ترى في الفشل فرصة للتعلم والتحسين.
واعتبر أن كل تجربة تضيف إلى خبرتك في التعامل مع التحديات.
7- ضع الأمور في نصابها
الصحيح
غالبًا ما يصبح التوتر
أكبر عندما نبالغ في تقدير أهمية مهمة معينة. قد تعتقد أن الفشل في مهمة واحدة
يعني نهاية كل شيء، ولكن الحقيقة أن هناك العديد من الأمور المهمة الأخرى في حياتك
التي تستحق الانتباه. إذا نظرت إلى مهمة العمل أو الدراسة كجزء من حياتك وليس
مركزها، ستجد أن التوتر يقل تدريجيًا. عليك أن تسأل نفسك: كيف سأفكر في هذا بعد
فترة من الوقت؟ في أغلب الأحيان، الأمور التي تزعجك الآن لن تكون ذات أهمية كبيرة
في المستقبل.
في نهاية
الأمر
التوتر ليس دائمًا نتيجة
الظروف المحيطة، بل يتعلق في كثير من الأحيان بكيفية تفسيرنا لتلك الظروف. إذا كنت
تستطيع تعديل طريقة تفكيرك، والتركيز على الحاضر، وتقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة،
فستتمكن من تقليل الضغط النفسي. التدريب على هذه الأساليب قد يأخذ بعض الوقت، لكن
النتائج ستكون إيجابية على صحتك النفسية والجسدية.
0 تعليقات