يسعى
كل إنسان في حياته إلى تكوين علاقات قوية تُشعِره بالسعادة والدعم والرضا.
ولكن
للأسف، يواجه الكثيرون صعوبات في بناء هذه العلاقات، ممّا يُؤدّي إلى شعورهم
بالوحدة والعزلة والألم.
في هذا
المقال، سنأخذك في رحلة شيقة لاكتشاف أسرار بناء علاقات صحية وقوية،
فالعلاقات
العاطفية والصحية هي مهارة تتطلب تعلمًا مستمرًا وممارسة فعالة. غالبًا ما نلاحظ
أن الناس تتعلم مهارات غير صحية في بناء العلاقات من تجاربهم السابقة، سواء من
الأهل أو من الإعلام أو من بيئاتهم الاجتماعية. لكن كبالغين، نحن بحاجة إلى إعادة
تعلم مهارات جديدة لبناء علاقات صحية ومُرضية.
لماذا
نهتم ببناء علاقات صحية؟
الاهتمام
ببناء علاقات صحية يعود بفوائد عديدة على الفرد، منها:
1.
السعادة، فالعلاقات
الصحية تُعدّ من أهم مصادر السعادة والرضا في الحياة. فالأشخاص الذين يتمتعون
بعلاقات جيدة غالبًا ما يكونون أكثر سعادة واستقرارًا.
2.
الدعم، تُقدّم
العلاقات الصحية الدعم اللازم لمواجهة تحديات الحياة، مما يعزز من قدرة الفرد على
التحمل والتغلب على الصعوبات.
3.
الصحة الجسدية، أظهرت الدراسات أن العلاقات الصحية تُحسّن من صحة القلب والجهاز
المناعي وتُقلّل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
4.
الصحة النفسية، تُساعدنا العلاقات الصحية على الشعور بالانتماء والثقة بالنفس وتُقلّل
من الشعور بالقلق والاكتئاب.
ما هي
علامات العلاقات الصحية؟
العلاقات
الصحية تتميز بعدة علامات مهمة، منها:
1.
التواصل الفعال، ويشمل القدرة على التعبير عن مشاعرك واحتياجاتك بوضوح، الاستماع الجيد
لشريكك دون مقاطعة، واحترام مشاعر شريكك واحتياجاته.
2.
الثقة المتبادلة، وهي الشعور بالأمان مع شريكك، الثقة بنواياه وأفعاله، والشعور بالراحة
في مشاركة أسرارك ومشاعرك معه.
3.
الدعم المتبادل، ويظهر في التواجد بجانب شريكك في الأوقات الصعبة، وتقديم الدعم
العاطفي والمادي، وتشجيعه على تحقيق أهدافه.
4.
الحب والاحترام، ونلاحظه في الشعور بالحب والتقدير تجاه شريكك، احترامه كشخص ورأيه،
والتعبير عن حبك له بانتظام.
5.
التسامح، ويتمثل
في القدرة على مسامحة شريكك على أخطائه، تجاوز الماضي وعدم التمسك
بالمشاعر السلبية، وتعلم الدروس من الأخطاء والمضي قدمًا.
6.
الصحبة الجيدة، وتبرز من خلال تخصيص وقت كافٍ لشريكك، والمشاركة في أنشطة
مشتركة تُحبّونها، والشعور بالمتعة والسعادة عند قضاء الوقت معًا.
كيف
نبني علاقات صحية وقوية؟
لبناء
علاقات صحية وقوية، يجب علينا اتباع بعض النصائح والممارسات الهامة:
1. قلل
من اللوم وتحلى بالمسؤولية:
تجنّب
إلقاء اللوم على شريكك في كلّ مشكلة. تحمّل مسؤولية دورك في المشاكل وركز على
كيفية تحسين الأمور معًا. تذكر لا يمكنك تغيير الآخر، لكن يمكنك تغيير طريقة
تفاعلك معه.
2.
احذر الإسقاط وتحكم في أفكارك السلبية:
تجنّب
افتراض ما يفكر فيه أو يشعر به شريكك دون سؤاله. حاول أن تتواصل بوضوح وعبّر عن
أفكارك ومشاعرك بصدق واستمع باهتمام لوجهة نظر شريكك. لا تدع خيالك يخلق قصصًا
تسبب لك الألم والغضب.
3. دع
القصص المُختلقة، وتعرف على الحقيقة:
لا
تُصدّق كلّ ما يدور في ذهنك عن سلوكيات شريكك ودوافعه دون التحقق من صحتها. تواصل
بصدق واسأل شريكك عن مشاعره وأفكاره لفهم ما يدور في ذهنه. تخلّص من العادات
السلبية التي تُعيق التواصل الصريح والشفاف.
الخلاصة
إن بناء علاقات صحية يتطلب جهدًا مستمرًا وتعلمًا فعّالًا. ويمكننا من خلال زيادة
الوعي، وتحمل المسؤولية، والتواصل الفعال، وتقبل الذات والآخرين، تحقيق تحسينات
كبيرة في علاقاتنا. ومن المهم أن نتذكر أن التغيير يبدأ من داخلنا، وأنه لا يمكننا
تغيير الآخرين، لكن يمكننا تغيير طريقة تفاعلنا معهم. كلما تعلمنا ومارسنا مهارات
تكوين العلاقات الصحية، كلما تمكنّا من إنشاء علاقات تعزز الارتباط العميق والود
المتبادل والأمان مع شريكنا.
من
خلال تجنب الأخطاء الشائعة مثل إلقاء اللوم، والإسقاط، واختلاق القصص، يمكننا
تحسين جودة علاقاتنا بشكل كبير. عندما نكون واعين لهذه الأنماط ونعمل على تغييرها،
يمكننا بناء علاقات أكثر صحة وسعادة. الدكتور طارق عبد السلام، استشاري العلاج
النفسي والعلاقات الزوجية، يشير إلى أن تحسين العلاقات يتطلب جهدًا مستمرًا وتحسين
الذات بشكل مستمر، وهو ما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى علاقات أكثر فائدة
وإشباعًا.
في
النهاية تذكر:
أن
بناء علاقات صحية يتطلب جهدًا ومثابرة.
لا
تستسلم إذا
واجهت بعض التحديات.
مع
الممارسة والوعي،
يمكنك بناء علاقات قوية ودائمة تُثري حياتك.
لا
تُقارن علاقاتك بعلاقات الآخرين، فلكلّ علاقة ظروفها الخاصة.
اطلب المساعدة من مختصّ إذا واجهت صعوبات كبيرة في بناء علاقات صحية.
0 تعليقات