قد تبدو تجربة العلاج النفسي لأول مرة مخيفة بعض الشيء، خاصة إذا كنت لا تعرف ما تتوقعه. من الطبيعي أن يكون لديك بعض التساؤلات أو المفاهيم الخاطئة عن شكل الجلسة الأولى، لذا فإن فهم ما تتضمنه هذه الجلسة وكيفية تحقيق أقصى استفادة منها يمكن أن يجعلك أكثر راحة واستعدادًا.
حدد أهدافك
من العلاج
من المفيد أن يكون لدى
الشخص فكرة عن النتائج التي يأمل في تحقيقها من العلاج. اسأل نفسك: ما الذي دفعني
إلى البحث عن العلاج؟ ما التحديات التي أواجهها؟ وما التغييرات التي أرغب في تحقيقيها؟
قد تكون لديك أهداف
واضحة، مثل: "أشعر أن طفولتي الصعبة تؤثر على قدرتي على بناء علاقات
صحية." أو ربما تكون لديك مشاعر غير واضحة، مثل: "أشعر بقلق شديد ولا
أفهم السبب، وأريد معرفة ما يحدث." لا تقلق بشأن التعبير عن أهدافك بطريقة
مثالية، فالمعالج سيساعدك في ذلك أثناء الجلسات.
تعرف على
طبيعة الجلسة الأولى
حاول الوصول قبل موعدك
ببضع دقائق أو تسجيل الدخول مبكرًا إذا كانت الجلسة أونلاين، فقد تحتاج إلى تعبئة
بعض الأوراق.
تستغرق الجلسة عادةً بين
45
إلى 50 دقيقة، ويبدأ المعالج غالبًا بسؤال بسيط مثل: "ما الذي
أتى بك إلى هنا اليوم؟" ستتحدث عن تاريخك الشخصي، الأعراض التي تعاني منها،
والعوامل التي تؤثر على صحتك النفسية. قد يسأل المعالج عن خلفيتك الأسرية، أو
ماضيك العاطفي، أو أي ضغوطات حالية في حياتك.
قد يقوم المعالج بتدوين
ملاحظات أثناء حديثك، وهذا أمر طبيعي. كما أنه سيشرح بعض الجوانب الأساسية مثل السرية
وحدودها، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بحالات مثل إساءة معاملة الأطفال أو التفكير في
الانتحار.
مع اقتراب نهاية الجلسة،
قد تشعر أنك لم تتحدث عن كل شيء، أو أنك لمست جزءًا من المشكلة فقط. لا تقلق، فهذه
مجرد البداية، ويمكنك استكمال الحديث في الجلسات القادمة.
ضع توقعات
واقعية
التوقيت:
لا تتوقع أن تحل جميع
مشاكلك في جلسة واحدة أو جلستين. العلاج عملية تحتاج إلى وقت، والهدف من الجلسة
الأولى هو بناء علاقة مع المعالج وفهم حالتك بشكل عام. إذا خرجت من الجلسة
الأولى وأحسست أن المعالج بدأ يفهمك وأظهر اهتمامًا بما تقول، فهذا مؤشر جيد.
الأسلوب
العلاجي:
هناك طرق مختلفة للعلاج،
وبعض الأشخاص يتوقعون أنهم سيستلقون على أريكة ويتحدثون بحرية بينما المعالج يبقى
صامتًا. في الواقع، يعتمد الأسلوب العلاجي على نوع العلاج المستخدم. على سبيل
المثال، العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يتضمن حوارًا نشطًا
وأدوات تساعدك على التعامل مع أفكارك ومشاعرك بشكل عملي.
إذا لم تكن متأكدًا من
الطريقة التي يتبعها المعالج، يمكنك سؤاله في الجلسة الأولى عن أسلوبه العلاجي
وكيف يتماشى مع أهدافك.
الخوف من
الحكم:
من الطبيعي أن تخشى أن
يتم الحكم عليك بناءً على أفكارك أو أفعالك. بعض الأشخاص يبدأون حديثهم بجمل مثل:
"قد تظن أنني مجنون..." أو "ربما ستلومني على هذا..." ولكن
الحقيقة هي أن المعالج ليس هنا للحكم عليك، بل لمساعدتك على فهم نفسك بشكل
أفضل.
إذا شعرت أن المعالج
يتعامل معك بطريقة غير مريحة أو يحكم عليك، فقد يكون هذا مؤشرًا على أنك بحاجة إلى
البحث عن معالج آخر.
الصدق:
كلما كنت أكثر صدقًا في
الجلسات، زادت فائدة العلاج. إذا كنت تخشى الانفتاح في البداية، فكر في الأمر
كتجربة جديدة.
جرب إعطاء نفسك الفرصة لبضع جلسات لترى كيف تشعر.
اختر وقتًا
مناسبًا لجلساتك
قد يكون من الصعب تخصيص
وقت للعلاج وسط جدول مزدحم، لكن إذا كنت تستطيع التحكم في توقيت موعدك، فاختر
وقتًا يسمح لك بتصفية ذهنك قبل الجلسة وبعدها. على سبيل المثال، تجنب تحديد الموعد
قبل اجتماع مهم مباشرة، لأن الجلسة قد تكون مؤثرة وتحتاج إلى وقت لاستيعابها.
ابحث عن
مكان هادئ للجلسات الافتراضية
إذا كانت جلسة العلاج
عبر الإنترنت، تأكد من اختيار مكان هادئ ومريح. يجب أن يكون المكان خاصًا حتى تتمكن من التحدث بحرية، خصوصًا إذا كنت
ستتحدث عن مواضيع حساسة.
ختامًا دخولك لجلسة العلاج الأولى قد يكون خطوة كبيرة، لكنها
بداية طريق مهم نحو تحسين صحتك النفسية. إذا كنت تفكر في أهدافك، وتعرفت على كيفية
سير الجلسة، ووضعت توقعات واقعية، فستكون مستعدًا بشكل أفضل للاستفادة منها.
العلاج ليس مجرد حديث،
بل هو أداة فعالة للنمو والتغيير. لذا، امنح نفسك الوقت والمساحة لتجربة هذه الرحلة، وسترى كيف يمكن أن
يساعدك على تحقيق فهم أعمق لنفسك وبناء حياة أكثر توازنًا وراحة.
0 تعليقات