لماذا يبقى البعض في زواج غير ناجح؟


 هل تشعر أنك عالق في زواج غير ناجح؟ هل تفكر في الطلاق لكنك لا تستطيع اتخاذ القرار؟ كثيرون يجدون أنفسهم في هذه الحلقة من التردد، يتخيلون حياة مختلفة ثم تعود إليهم المخاوف التي تمنعهم من المغادرة. لكن لماذا يصعب علينا ترك زواج غير سعيد؟ إليك بعض الأسباب التي تجعل البعض يستمرون رغم عدم رضاهم.

الخوف هو العائق الأكبر

الخوف من اتخاذ القرار الخاطئ هو أول ما يمنع البعض من الطلاق. يتساءلون: "ماذا لو ندمت لاحقًا؟"، "ماذا لو دمرت حياة أطفالي؟"، "ماذا لو بقيت وحيدًا إلى الأبد؟".

كذلك، القلق من الوضع الاقتصادي قد يكون عائقًا كبيرًا، فالكثيرون يخافون من تكاليف الطلاق وتأثيره على مستوى معيشتهم. وهناك أيضًا الخوف من إيذاء الشريك، أو مواجهة العائلة والأصدقاء الذين قد لا يدعمون القرار. إضافة إلى ذلك، يخشى البعض أن يُنظر إليهم كالمخطئين في العلاقة، أو أن يتحملوا مسؤولية الطلاق بالكامل.

الشعور بالذنب

الشعور بالذنب هو سبب شائع آخر للبقاء في زواج غير سعيد. بعض الأشخاص يشعرون بالذنب لأنهم لم يبذلوا جهدًا كافيًا لإنقاذ العلاقة، أو لأنهم يعتقدون أنهم يخذلون أنفسهم أو شركاءهم إذا قرروا الانفصال.

كما أن الندم على بعض الأخطاء الماضية – مثل الخيانة أو الإهمال أو عدم الاهتمام بالشريك – قد يجعل الشخص يشعر بأنه غير مؤهل لإنهاء العلاقة. حتى الأشخاص الذين يعترفون بأنهم لم يكونوا شركاء جيدين قد يجدون صعوبة في اتخاذ القرار، خشية أن يكون ذلك ظلمًا للطرف الآخر.

الأعباء المالية تمنع البعض من الطلاق

الطلاق قد يكون مكلفًا، سواء من حيث الإجراءات القانونية أو الحاجة إلى دعم منزلين بدلاً من واحد. البعض يجدون أنفسهم مجبرين على البقاء لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف المعيشة بمفردهم.

إذا كان أحد الشريكين لا يعمل، فقد يكون من الصعب العودة إلى سوق العمل بعد سنوات من التوقف. هذا الأمر يجعل الطلاق أكثر تعقيدًا، خاصة إذا كانت هناك مسؤوليات مالية مشتركة، مثل ديون أو التزامات تجاه الأطفال.

القيود الدينية والثقافية

في بعض المجتمعات، الطلاق مرفوض دينيًا أو ثقافيًا. بعض الأشخاص يخشون رد فعل العائلة والمجتمع، خاصة إذا كان الطلاق يعد "وصمة عار".

في بعض الثقافات، قد يُنظر إلى الطلاق على أنه إخفاق شخصي، أو قد يكون هناك ضغط اجتماعي للبقاء في الزواج حفاظًا على العائلة أو الأطفال.

الأمل في التغيير

يعيش الكثيرون على أمل أن تتحسن الأمور، سواء عبر تحسين أنفسهم، أو عبر انتظار أن يتغير الشريك. قد يحاول البعض تطوير مهاراتهم الزوجية، أو دعم شريكهم ليكون شخصًا أفضل، معتقدين أن الأمور ستتحسن مع الوقت.

كما أن البعض يحاول تجاهل المشاكل والتركيز على الجوانب الإيجابية في حياتهم، بينما ينتظرون تغييرات قد لا تأتي أبدًا. أحيانًا يكون هناك وهم بأن "الأمور ستتحسن بمجرد أن يكبر الأطفال"، لكن الحقيقة أن المشاكل غالبًا لا تختفي من تلقاء نفسها.

الإحساس بالالتزام تجاه العائلة والشريك

البعض يشعر بالالتزام تجاه شريكه أو عائلته، حتى لو لم يكن سعيدًا. قد يكون هناك إحساس بالمسؤولية بسبب العهود الزوجية، أو بسبب اعتماد الشريك عليهم عاطفيًا أو صحيًا.

بعض الأزواج لا يريدون خذلان عائلاتهم، خاصة إذا كانت العائلة تدعم الزواج وتحب الشريك الآخر. قد يشعر البعض أن الطلاق سيخيب آمال والديهم أو أقاربهم، مما يجعلهم يفضلون البقاء رغم المعاناة.

الأمور ليست بهذا السوء

أحيانًا، يكون الوضع غير مثالي، لكنه ليس كارثيًا. البعض يختار البقاء لأنهم يشعرون أن المشاكل ليست سيئة بما يكفي لاتخاذ خطوة كبيرة مثل الطلاق. قد يكون هناك اعتقاد بأن الوضع "يمكن احتماله" أو أنه "على الأقل هناك استقرار".

البعض يجد طرقًا للتأقلم، مثل البحث عن الدعم العاطفي خارج الزواج أو التركيز على العمل والحياة الاجتماعية. كما أن البعض يختار عدم "إفساد الأمور" طالما أن الوضع مستقر نسبيًا.

كيف تتخذ القرار الصحيح؟

إذا كنت عالقًا في زواج غير سعيد، فمن المهم أن تسأل نفسك: إلى متى يمكنك الاستمرار بهذه الطريقة؟ هل هناك فرصة حقيقية لتحسين العلاقة؟

بعض الأشخاص يتخذون قرار البقاء بوعي كامل، محاولين بذل قصارى جهدهم لإنجاح الزواج. لكن إذا كان الزواج يؤثر سلبًا على صحتك النفسية وسعادتك، فقد يكون العلاج الزواجي أو طلب الاستشارة النفسية خيارًا أفضل.

إذا قررت الطلاق، فاحرص على اتخاذ القرار بعد تفكير عميق. فكر في خيارات مثل الوساطة أو الطلاق الودي لتجنب الصراعات القانونية المكلفة. والأهم من ذلك، لا تشعر بأنك محاصر، لأن لديك دائمًا خيارات، سواء بالبقاء أو بالمغادرة بطريقة صحية ومدروسة.

إرسال تعليق

0 تعليقات