الطلاق هو تغيير كبير في
حياة الأطفال، وقد تكون ردود أفعالهم متنوعة بناءً على أعمارهم، وشخصياتهم، وظروف
الأسرة، ومدى التوتر بين الوالدين. بينما قد تظهر بعض ردود الأفعال فورًا، قد تكون
هناك استجابات متأخرة عند بعض الأطفال. الأهم من ذلك، أن مستوى الصراع بين
الوالدين، حتى لو لم يكن ظاهريًا، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على شعور الأطفال
بالأمان والاستقرار.
فيما يلي نستعرض أكثر
ردود الأفعال شيوعًا للأطفال أثناء الطلاق، مع نصائح عملية لمساعدتهم على التكيف.
القلق
والخوف
غالبًا ما يشعر الأطفال
بعدم الأمان بسبب التغيرات الكبيرة التي ترافق الطلاق. قد يقلقون بشأن من سيعتني
بهم، أو إذا كانوا سيضطرون للانتقال، أو حتى فقدان أحد الوالدين.
كيف تساعدهم؟
طمئنهم بشأن ما يمكنهم توقعه وما سيبقى كما
هو، دون تقديم وعود غير واقعية. ركز على نظامهم اليومي لتخفيف شعورهم بعدم اليقين.
الغضب
قد يلوم الأطفال أحد
الوالدين أو كليهما على "تفكيك الأسرة". ويشعرون بالإحباط بسبب القرارات
التي لا يملكون التحكم فيها.
كيف تساعدهم؟
اعترف بمشاعرهم. قل لهم: "نعلم أنك غاضب
وحزين، ونحن كذلك، لكننا نعتقد أن هذا القرار هو الأفضل لعائلتنا". استخدم
كلمات مثل "نحن" لتجنب شعورهم بأن أحد الوالدين هو السبب.
الحزن
والأسى
يشعر الأطفال بالحزن
لفقدان الشكل التقليدي للأسرة. قد يواجهون صعوبة في التكيف مع الانتقال بين منزلين
أو فقدان الروتين الذي اعتادوا عليه.
كيف تساعدهم؟
أكد لهم أنكم ما زلتم عائلة، حتى لو كنتم
تعيشون تحت سقفين مختلفين. ذكّرهم بأن حبك لهم لم يتغير.
الارتباك
والذنب
قد يعتقد الأطفال، خاصة
الأصغر سنًا، أنهم السبب في الطلاق. يشعرون بالتمزق بين الوالدين، أو بأنهم
مسؤولون عن لم الشمل.
كيف تساعدهم؟
اشرح لهم بلطف أن الطلاق ليس خطأهم، وأنه لا
يوجد شيء كان بإمكانهم فعله لتغييره. قل لهم إن حبك لهم مستمر رغم تغير الظروف.
الرغبة في
المصالحة
كثير من الأطفال يتمنون
عودة والديهم معًا، حتى لو لم يكن ذلك واقعيًا.
كيف تساعدهم؟
اعترف بمشاعرهم، لكن ساعدهم على قبول الواقع
الجديد. قل لهم: "نفهم أنك تود أن نعود معًا، لكن هذا ليس ممكنًا. ما يمكننا
فعله هو أن نحبك وندعمك دائمًا.
الانسحاب
والعزلة
قد ينغلق بعض الأطفال
على أنفسهم، أو يتجنبون الحديث عن مشاعرهم كوسيلة للهروب.
كيف تساعدهم؟
طمئنهم أنك موجود دائمًا إذا أرادوا التحدث.
أخبرهم أن المشاعر مثل الحزن والغضب والخوف طبيعية. إذا لاحظت أنهم ما زالوا
يعانون، فكر في طلب مساعدة متخصص.
مشاكل في
المدرسة أو السلوك
قد يتراجع أداء الأطفال
الدراسي، أو يصبحون عدوانيين في المنزل أو المدرسة. هذه الأفعال قد تكون نداءً
للمساعدة أو محاولة لجذب انتباه الوالدين.
كيف تساعدهم؟
تواصل مع معلميهم لإبلاغهم بالتغيرات في
حياتهم. قدم الدعم في المنزل وكن صبورًا. إذا استمرت المشكلات، استعن بمستشار أسري.
تغيرات في
النوم أو الأكل
قد يعاني الأطفال من
صعوبة في النوم، أو كوابيس، أو حتى تغييرات في الشهية. قد يعود الأطفال الصغار إلى
سلوكيات قديمة مثل التبول اللاإرادي أو طلب النوم مع الوالدين.
كيف تساعدهم؟
حافظ على روتين يومي ثابت. إذا استمرت
المشكلة لفترة طويلة، استشر طبيبًا مختصًا.
مشاكل في
التعلق والولاء
قد يشعر الأطفال بأنهم
يجب أن يختاروا أحد الوالدين على الآخر، خاصة إذا استمر الصراع بينكما.
كيف تساعدهم؟
لا تجعلهم طرفًا في النزاع. تجنب الحديث
السلبي عن الطرف الآخر أمامهم. ركز على خلق بيئة محبة ومستقرة.
الارتياح
في بعض الحالات، إذا كان
الزواج مليئًا بالصراعات أو العنف، قد يشعر الأطفال بالارتياح بعد الطلاق.
كيف تساعدهم؟
حتى إذا كانوا يشعرون بالارتياح، استمر في
دعمهم. قد يواجهون مشاعر أخرى مختلطة، مثل الحزن أو القلق، والتي تحتاج إلى
اهتمامك.
في النهاية الطلاق تجربة صعبة للأطفال، لكن مع الدعم والرعاية، يمكنهم التكيف وبناء مرونة عاطفية. تذكر أن كل طفل مختلف، وأن ردود أفعاله ستعكس شخصيته وتجربته. كونك والدًا داعمًا ومتفاهمًا هو المفتاح لمساعدتهم على التكيف مع هذه المرحلة الجديدة في حياتهم.
0 تعليقات