كيف تساند زوجتك بعد الولادة

تُعدّ مرحلة ما بعد الولادة فترةً حرجةً في حياة كلّ امرأة، حيث تتغيّر فيها التوازنات الهرمونية والجسدية والنفسية بشكلٍ كبير. بينما يزداد تركيز العائلة على المولود الجديد، غالبًا ما تُهمل احتياجات الأمّ العاطفية والنفسية. في هذا الإطار، يبرز دور الزوج كعنصرٍ أساسيّ في تقديم الدعم والرعاية اللازمين لزوجته خلال هذه المرحلة.

أهمية دعم الزوجة:

تشير الدراسات إلى أنّ واحدة من كلّ خمس نساء تعاني من مضاعفاتٍ صحيّةٍ نفسيةٍ خلال فترة ما بعد الولادة، مثل:

الشعور باليأس وانخفاض قيمة الذات.

الشعور بالانزعاج والغضب.

الشعور بالانفصال عن الآخرين، بما في ذلك الطفل.

صعوبة في النوم أكثر من المتوقع.

تغيرات في الشهية أو تقلبات في الوزن.

فقدان المتعة في الأنشطة التي كانت ممتعةً في السابق.

أفكار إيذاء النفس والآخرين، بما في ذلك الطفل.

يُمكن للزوج أن يلعب دورًا هامًا في ملاحظة هذه الأعراض وتقديم الدعم اللازم لزوجته، ممّا يُساعد على تحسين صحتها النفسية ومنع تفاقم المشكلات.

كيف يمكن للزوج المساعدة؟

إذا كانت زوجتك حاملًا أو في فترة ما بعد الولادة ولاحظت أيًا من الأعراض المذكورة أعلاه والتي تستمر لفترة أطول من أسبوعين، أو تؤثر على أدائها، أو تسبب لها الضيق، فهناك أشياء يمكنك القيام بها لمساعدتها:

عبر عن قلقك وادعم زوجتك

من المفيد التعبير عن قلقك بشأن صحتها النفسية وعرض مساعدتك في الحصول على الدعم. معظم النساء بعد الولادة المصابات باضطرابات نفسية لا يتم تشخيصهن ولا يطلبن العلاج أو يتلقينه. قد يكون اتخاذ خطوة الحصول على المساعدة أمرًا مرهقًا أو محرجًا، لذا حاول أن تقنع زوجتك بضرورة الاطمئنان على صحتها النفسية من خلال زيارة متخصص نفسي. وذكّرها بأنّها ليست وحدها وأنّ العديد من النساء يمررن بتجاربٍ مشابهة.

ضع خطة جيدة لما بعد الولادة

خلال فترة الحمل، يمكن للوالدين وضع خطة صحية لما بعد الولادة. توضح خطة ما بعد الولادة المكتوبة احتياجاتكما ورغباتكما خلال فترة ما بعد الولادة. حاولا أن تضعا خطةً تتضمن تقسيم المهام ومسؤوليات رعاية الطفل. كما يمكن أن تحدّدا وقتًا للراحة والاسترخاء للزوجة. ويفضل أن تتأكّد من حصولها على قسطٍ كافٍ من النوم والتغذية الصحية.

حافظ على علاقتك الزوجية

أفاد ما يصل إلى 67% من الأزواج بانخفاض في الرضا عن العلاقة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات بعد الانتقال إلى مرحلة الوالدية. يُعد إعداد خطة مرنة مسبقًا إحدى الطرق لتقليل احتمالية حدوث تأثيرات سلبية على كل من الوالدين والعلاقة من خلال الاستعداد والتواصل قبل أن تبدو الأمور وكأنها أزمة.

استمع جيدا وتواصل مع زوجتك

من المحتمل أن يكون لدى الأم الحامل 10-15 موعدًا قبل الولادة خلال فترة الحمل النموذجية، بالإضافة إلى العائلة والأصدقاء الذين يغمرونها بالاهتمام، لكن بعد وصول الطفل، ينتقل الكثير من الاهتمام منهم إلى الطفل. ومع ذلك، من المهم الاستمرار في إعطاء الأم الاهتمام والرعاية بجانب الطفل الجديد. لذا خصصا وقتًا للتحدث معًا يوميًا دون انقطاع. وحاول أن تستمع باهتمامٍ لمشاعرها واحتياجاتها. وعبّر عن حبّك وتقديرك لها، وطمئنها بأنّك موجودٌ من أجلها ودائمًا على استعدادٍ للمساعدة.

قدم المساعدة العملية

حاول أن تساعدها في الأعمال المنزلية ورعاية الطفل. كما يمكنك أن تشجّعها على ممارسة الرياضة والأنشطة التي تُحبّها. وتستطيع التواصل مع العائلة والأصدقاء لتقديم الدعم. وحاول أن تساعدها في الحصول على المواعيد الطبية والعناية اللازمة.

عبرعن تقديرك لها

أعرب عن تقديرك للمتاعب والمصاعب التي مرت بها زوجتك أثناء الحمل وبعد الولادة، والتمس لها الأعذار عن التقصير الناتج عن رعاية طفلكما الجديد. ويمكن أن تلاحظ خلال الأشهر القليلة الأولى من حياة طفلكما أنه يأكل كل ثلاث إلى أربع ساعات، وهذا مجرد جانب واحد من جوانب لا حصر لها من رعاية الطفل التي غالبًا ما تقع على عاتق الأمهات.

تقديم الدعم النفسي

إذا كانت الأم تعاني من اضطراب نفسي مثل اكتئاب ما بعد الولادة، يجب أن يتفهم الزوج أن زوجته قد تشعر بتدني قيمة الذات واليأس، وقد تقطع الاتصال بالطفل وتفقد الاستمتاع بالأمومة لأنها تعتبر نفسها أمًا فاشلة. في هذا الوقت، يمكن للزوج أن يساعد بلطف في تحدي طريقة التفكير هذه عند ظهورها. ويمكنه أيضًا تذكير زوجته بثقته فيها وأن هذه مجرد أعراض لحالة عابرة مرت بها أمهات كثيرة من قبل، وبقليل من المساعدة النفسية المتخصصة، وبمساعدة الزوج والمحبين للزوجة، ستمر هذه الفترة الصعبة. وسينعمان بحياة زوجية سعيدة مع طفلهما الجديد.

في النهاية إن فترة ما بعد الولادة تتطلب دعمًا كبيرًا من الزوج لضمان صحة الأم النفسية والجسدية. يجب على الزوج مراقبة الأعراض النفسية والجسدية التي قد تظهر على الزوجة، والتعبير عن قلقه، وتشجيعها على الحصول على الدعم اللازم. من خلال التواصل المستمر، ووضع خطة لما بعد الولادة، وتقديم الدعم النفسي، يمكن للزوج أن يكون شريكًا فعّالًا في هذه المرحلة المهمة، مما يساعد في تحسين الصحة النفسية والجسدية للأم ويعزز العلاقة الزوجية في نفس الوقت.

إرسال تعليق

0 تعليقات