G-NVZV50PPKP الانزلاق في العلاقة – كيف يحدث دون أن تشعر؟ وكيف تتجنبه بوعي؟

الانزلاق في العلاقة – كيف يحدث دون أن تشعر؟ وكيف تتجنبه بوعي؟

 

المقدمة والتمهيد

هل وجدت نفسك يومًا في علاقة تسير بخطى متسارعة دون أن تعرف كيف وصلت إلى ما هي عليه؟
ربما بدأت الأمور بخفة ومرح، ثم وجدت نفسك فجأة في مرحلة التزام أو زواج لم تخطط له بعمق، فقط لأن الظروف قادتك إلى هناك.

في العلاقات العاطفية أو الزوجية، لا تكون القرارات دائمًا مدروسة. كثير من الأزواج “ينزلقون” من مرحلة إلى أخرى دون وعي حقيقي بما يترتب على تلك الخطوة. هذا ما يسميه الباحثون النفسيون بـ الانزلاق في العلاقة  (Relationship Sliding)أي الانتقال غير المقصود من مرحلة إلى أخرى دون حوار أو قرار واعٍ.

قد يبدو الانزلاق بسيطًا، لكنه من أكثر الأسباب التي تؤدي لاحقًا إلى التوتر، وفقدان التفاهم، والشعور بأن العلاقة تسير دون اتجاه واضح. في هذا المقال، سنتحدث عن معنى الانزلاق في العلاقة، مخاطره، وأهم الطرق لتجنبه حتى تبقى علاقتك ناضجة ومبنية على وعي لا على عادة.

ما ستجده في المقال

  1. ما هو الانزلاق في العلاقة؟
  2. كيف يحدث الانزلاق دون أن نشعر؟
  3. لماذا يشكّل الانزلاق خطرًا على العلاقة؟
  4. مظاهر الانزلاق في الحياة اليومية
  5. كيف تتجنب الانزلاق وتحافظ على وعيك العاطفي؟
  6. الأسئلة الشائعة

 

 ما هو الانزلاق في العلاقة؟

الانزلاق يعني أن تمرّ العلاقة بمنعطف مهم دون أن يتحدث الطرفان عن معناه أو تبعاته.
يحدث ذلك عندما تتطور العلاقة خطوة بخطوة تحت تأثير العادة أو ضغط المجتمع، لا بناءً على قرار متعمد.
مثلاً، حين تبدأ علاقة عاطفية ثم تتحول فجأة إلى خطوبة لأن “الوقت حان”، أو عندما يعيش شريكان معًا دون أن يناقشا حدود العلاقة ومسؤولياتها المستقبلية.

في دراسة نُشرت عام 2006، وُصف هذا السلوك بأنه الانزلاق مقابل اتخاذ القرار” (Sliding vs. Deciding)، أي أن الأزواج إما يتخذون قرارات واعية حول حياتهم، أو ينساقون إلى التزامات لم يخططوا لها.
الفرق بين الحالتين هو الوعي. فالعلاقة التي تقوم على القرار الواعي تتيح المجال للحوار والنمو، أما العلاقة التي “تتزحلق” من مرحلة لأخرى فهي أكثر عرضة للتوتر والغموض.

كيف يحدث الانزلاق دون أن نشعر؟

الانزلاق لا يحدث دفعة واحدة، بل يبدأ بخطوات صغيرة غير ملحوظة.
قد يكون في البداية مجرد مسايرة للمواقف الاجتماعية، أو خضوع لتوقعات الأسرة، أو حتى خلط بين الراحة العاطفية والالتزام الحقيقي.
هذا الخلط بين المشاعر السريعة والعمق العاطفي يتشابه مع ما تم تناوله في مقال هل الحب من النظرة الأولى حب فعلا؟
 مع مرور الوقت، يصبح من الصعب التراجع عن القرارات السابقة بسبب الارتباط المادي أو الاجتماعي أو العائلي.

تخيل شريكين قررا “تجربة” العيش معًا لفترة قصيرة، ثم امتدت التجربة عامًا أو اثنين. بمرور الوقت، يتشابك نمط حياتهما وتتشابك مسؤولياتهما، فيصبح من الأصعب التحدث عن الحدود أو الخيارات المستقبلية.
هذا هو الانزلاق في أوضح صوره: علاقة تتعمق دون أن يتعمق الوعي.

لماذا يشكّل الانزلاق خطرًا على العلاقة؟

تكمن الخطورة في أن القرارات غير الواعية تخلق التزامًا بلا نية واضحة.
حين لا يعرف الشريكان ما الذي يريدانه فعلًا من العلاقة، يبدأان في التحرك تحت ضغط العادة أو الخوف من الخسارة.
إن الشعور بأن العلاقة تسير دون اتجاه واضح يذكرنا بالصعوبة التي يواجهها البعض في اتخاذ قرار مصيري راجع مقال هل أستمرأم أنفصل ؟ كيف تتخذ قرارك العاطفي بوعي وهدوء؟
 تقول إحدى الدراسات إن الأزواج الذين ينزلقون في علاقتهم دون وضوح يعانون أكثر من ضعف الحافز للعمل على حل المشكلات لاحقًا.
فبدلًا من السعي لتقوية العلاقة، يشعر كل طرف بأنه “عالق” داخلها.

على سبيل المثال، قد يقول أحدهم:

كنا نفكر في فسخ الخطوبة، لكننا بالفعل بدأنا في تجهيز المنزل، ومن الصعب التراجع الآن.”
هذه ليست شراكة ناضجة، بل استسلام للقصور الذاتي. ومع الوقت، تتحول هذه القرارات غير المقصودة إلى توتر مزمن يستهلك طاقة العلاقة.

مظاهر الانزلاق في الحياة اليومية

الانزلاق لا يحدث فقط في القرارات الكبرى مثل الزواج أو الإنجاب، بل في التفاصيل الصغيرة أيضًا.
فبعد ولادة الطفل مثلًا، قد تتولى الأم تلقائيًا مسؤوليات الرعاية الليلية لأنها في إجازة أمومة، ويستمر هذا النمط حتى بعد عودتها إلى العمل.
هذه الأنماط غير الواعية تتطلب توضيحاً لدور الزوج كما في مقال كيف تساند زوجتك بعد الولادة؟ خطوات إنسانية لدعمها نفسياوجسديًا
 بمرور الوقت، يصبح هذا “المألوف” جزءًا من النظام دون نقاش، حتى وإن كانت الأم مرهقة.

تحدث المشكلة لأن أحد الطرفين يتغير دون أن يُلاحَظ.
في العلاقات الناضجة، يتحدث الشريكان بانتظام عن احتياجاتهما، أما في العلاقات التي يغلب عليها الانزلاق، تسود افتراضات غير معلنة تخلق احتقانًا صامتًا.

كيف تتجنب الانزلاق وتحافظ على وعيك العاطفي؟

الوعي هو العلاج.
العلاقة التي تقوم على الحوار والتفكير المشترك تقل فيها احتمالية الانزلاق.
فيما يلي خطوات إنسانية وعملية لتجنبه:

أولًا: تحدثا باستمرار وبصدق.
من المهم أن تكون المحادثات عن المستقبل جزءًا طبيعيًا من علاقتكما، لا أمرًا طارئًا.
هذا الصدق هو جوهر بناء العلاقات الصحية اكتشفأسرار بناء علاقات تشع بالدفء والطمأنينة
 اسألا بعضكما بين الحين والآخر: “هل ما زال هذا يناسبنا؟” أو “هل تغيرت توقعاتك؟”.
فالكلمات الصادقة تمنع العلاقة من أن تسير في اتجاه لم يختره أحد.

ثانيًا: خصصا وقتًا لتقييم العلاقة.
عند حدوث تحولات كبرى — كولادة طفل أو انتقال أحدكما لعمل جديد — اجعلا من الحديث عن توزيع الأدوار والرضا العاطفي عادة شهرية.
هذه المراجعة ليست نقدًا، بل صيانة للعلاقة.

ثالثًا: لاحظا أثر القصور الذاتي.
حين تشعر بأنك تقوم بأشياء لم تخترها بصدق، توقف واسأل نفسك: “هل أعيش هذه المرحلة لأنني أريدها، أم لأنني لم أفكر فيها بما يكفي؟”.
هذا السؤال الصغير قد يغير مسار العلاقة بالكامل.

رابعًا: اطلبا المساعدة عند الحاجة.
في بعض الأحيان، يحتاج الأزواج إلى مساحة آمنة للحديث، دون خوف أو دفاع.

هل الاستشارة الزوجيةتمنع الطلاق؟ تعرف على كيف تساعد جلسات العلاج في إنقاذ العلاقة
 المعالج النفسي الزوجي يمكن أن يساعدكما على رؤية الصورة الأوسع، ويعيد تدريبكما على فن اتخاذ القرار المشترك بدل الانسياق التلقائي.

الأسئلة الشائعة

هل يعني الانزلاق أن العلاقة فاشلة؟

لا إطلاقًا، لكنه يعني أنكما بحاجة إلى مزيد من الوعي والحوار لإعادة ضبط الاتجاه

هل يمكن التراجع عن الانزلاق؟

نعم، في أي مرحلة يمكن البدء من جديد بشرط الصراحة والمحادثة المفتوحة دون لوم

هل يحدث الانزلاق في العلاقات الطويلة فقط؟

يحدث في كل المراحل — حتى في البدايات — حين يتوقف الشريكان عن طرح الأسئلة الصعبة والاكتفاء بالروتين

ما العلامة الأولى للانزلاق؟

أن تتخذ قرارات كبرى دون أن تتحدث عنها مع شريكك، أو أن تشعر بأنك “تجرفك” الحياة بدل أن تقودها

وفي النهاية

العلاقات لا تنهار فجأة، بل تنزلق ببطء حين نصمت عن الأسئلة المهمة.
لكن الجميل أن الوعي يمكن أن يوقف هذا الانحدار في أي لحظة.
الحوار الصادق، حتى وإن كان صعبًا، يفتح بابًا للوضوح، والوضوح هو بداية الأمان العاطفي.

في معالج نفساني دوت كوم، يمكنك التحدث مع الدكتور طارق عبد السلام حول كيفية بناء علاقة تقوم على القرار لا الانزلاق، وكيفية استعادة الوعي والدفء في شراكتك.

احجز جلستك الأولى الآن، وابدأ رحلتك نحو علاقة أكثر وعيًا وثقة واتزانًا.


المراجع

https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/j.1741-3729.2006.00418.x

إرسال تعليق

0 تعليقات

هل تحتاج إلى مساعدة أو دعم نفسي؟