3 طرق تدمر علاقات الأزواج

لا شك أن العلاقات العاطفية تشكل جزءًا كبيرًا من حياتنا، فهي تمدنا بالدعم النفسي والعاطفي، وتجعلنا نشعر بالتواصل والارتباط العميق مع الآخرين. ومع ذلك، فإن كثيرًا منا لم يتعلم كيف يبني علاقات صحية وسليمة.

في الحقيقة، معظمنا اكتسب مهارات غير صحية في العلاقات من مصادر متعددة، سواء من الأسرة، أو من وسائل الإعلام والتلفزيون، أو حتى من تجاربنا الشخصية السابقة. لذا، نحتاج كراشدين أن نعيد تعلم وتطوير مهاراتنا لبناء علاقات قوية ومرضية.

لكن الأخبار السارة هي أن التغيير ممكن. يمكنك تحسين علاقاتك بشكل كبير، وتحقيق الأمان والارتباط العاطفي الذي تتمناه، بمجرد تعلم المهارات الصحيحة.

إذا كانت علاقتك الحالية تمر بأزمة، عليك أن تدرك أن الحل لا يكمن في تغيير الآخرين أو الاعتماد على الحظ لتحسين الأمور. بل، يكمن الحل في الداخل، في قدرتك على تعلم وتطبيق مهارات جديدة. فكلما زادت مهاراتك في بناء علاقات صحية، زادت قدرتك على إنشاء علاقة تشعرك بالارتباط المتبادل، والتقدير، والأمان مع شريك حياتك.

من الضروري أن نعي أن العلاقات الناجحة لا تعني بالضرورة أننا نستطيع تغيير الآخرين.

في الواقع، لا يمكنك تغيير سلوكيات الآخرين مهما كانت مهاراتك العاطفية. ولكن، يمكنك تغيير الطريقة التي تشارك بها في العلاقة، وهذا بدوره سيؤثر بشكل كبير على جودة علاقاتك.

عندما تتغير أنت، ستلاحظ أن سلوكيات الآخرين قد تتغير أيضًا، ببساطة لأنك أصبحت تتعامل مع الأمور بشكل مختلف وأكثر نضجًا.

في هذا السياق، هناك ثلاثة أنماط شائعة في العلاقات يمكن أن تؤدي إلى تدميرها. هذه الأنماط، إن لم يتم معالجتها، تؤدي إلى الشعور بالألم والانفصال العاطفي. تتطلب هذه الأخطاء العلائقية منك أن تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه نفسك وتبذل جهدًا كبيرًا في التغيير الداخلي، وهذا سيساعدك على تطوير علاقات أكثر صحية ورضى.

1-   إلقاء اللوم على الآخر بدلاً من تحمل المسؤولية

أحد أكبر الأخطاء التي يقع فيها الأزواج في العلاقات هو إلقاء اللوم على الطرف الآخر بدلاً من تحمل المسؤولية عن دورهم في العلاقة. يجد كثير من الأزواج أنه من السهل التركيز على أخطاء الشريك وتصرفاته السلبية بدلاً من النظر في أفعالهم ودورهم في العلاقة. عندما تركز فقط على ما يفعله الآخر بشكل خاطئ، فإنك تشعر بالعجز، وتفقد السيطرة على تحسين الوضع.

من المهم أن تدرك أن لديك القدرة على التأثير الإيجابي في العلاقة من خلال التركيز على كيفية تصرفك. عندما تضع تركيزك على أفعالك، يمكنك أن تصبح جزءًا من الحل بدلاً من أن تكون جزءًا من المشكلة. تحسين العلاقة يبدأ بتحسين نفسك وتطوير سلوكك الشخصي.

2-  اسقاط أفكارك على شريكك

الإسقاط هنا هو سلوك شائع آخر يمكن أن يفسد العلاقات. في هذا السلوك، يقوم الشخص بإسقاط مشاعره وأفكاره السلبية على الآخرين، معتقدًا أن الآخرين يشعرون أو يفكرون بنفس الطريقة.

على سبيل المثال، قد تعتقد أن زملاءك يعتقدون أنك غبي، بينما في الواقع، قد لا يكون لديهم أي تفكير سلبي تجاهك. في مثل هذه الحالات، يكون هذا الإسقاط انعكاسًا لاعتقادك الشخصي بأنك غير كفء، وليس حقيقة عن الآخرين.

الإسقاط يؤدي إلى سوء الفهم ويزيد من مشاعر الألم والانفصال في العلاقات. إذا كنت تعتقد أن الآخرين يرونك بطريقة سلبية، فإنك قد تتصرف بناءً على هذا الاعتقاد، مما يؤدي إلى توتر العلاقة. بدلاً من ذلك، من المهم أن تتعلم التحقق من هذه الأفكار والتحدث مع الآخرين للتأكد من صحة ما تشعر به. بإزالة هذا الإسقاط، يمكنك تحسين تواصلك العاطفي مع الآخرين وتقوية علاقتك بهم.

3. اختلاق القصص والتعامل معها كحقائق

أحد الأخطاء الكبيرة التي يرتكبها الأزواج في العلاقات هو اختلاق قصص حول مشاعر أو تصرفات الشريك، ثم التعامل مع هذه القصص على أنها حقائق. على سبيل المثال، قد تفترض أن شريكك يتصرف بطريقة معينة لأنه لم يعد يهتم بك، دون أن تتحقق من الأمر مباشرة. هذه القصص غير المؤكدة تؤدي إلى شعورك بالألم والغضب والقلق، وكل ذلك بناءً على معلومات غير صحيحة.

هذه القصص المفترضة تخلق حواجز عاطفية بينك وبين شريكك، لأنك تعتمد على تخيلاتك بدلًا من الحقيقة. لتجنب هذا، يجب أن تكون صريحًا وتتحقق من شريكك. اسأله عن دوافعه وما يشعر به بدلًا من افتراض الأسوأ. من خلال التواصل المفتوح، يمكنك تفادي العديد من النزاعات وسوء الفهم، وتعزيز الثقة والتفاهم بينكما.

الوعي هو الخطوة الأولى نحو التغيير

الآن بعد أن أصبحت مدركًا لهذه الأخطاء الشائعة في العلاقات، عليك أن تراقب سلوكك في علاقاتك. إذا كنت ترتكب أيًا من هذه الأخطاء، فهذا ليس نهاية المطاف. الوعي هو الخطوة الأولى للتغيير. بمجرد أن تدرك هذه الأخطاء، يمكنك البدء في ممارسة مهارات العلاقات الصحية التي ستساعدك على بناء علاقات أقوى وأكثر استقرارًا.

العلاقات العاطفية تحتاج إلى العمل المستمر والتطوير، وهي ليست مجرد حالة ثابتة. من خلال التعلم والممارسة، يمكنك تحسين جودة حياتك العاطفية وتحقيق الارتباط العميق والرضا الذي تسعى إليه. 

إرسال تعليق

0 تعليقات